الانتخابات الرئاسية المصرية " 2014
" .. إعادة إحياء للتيار الناصري
الانتخابات الرئاسية محسومة النتائج مسبقا
لصالح التيار الناصري
«عبد الناصر يا أسطورة.. حمدين شبهك أصل وصورة».. يهتف مؤيدو
المرشح لرئاسة الجمهورية مؤسس «التيار الشعبي»، حمدين صباحي، بينما يقول
«عبد الحكيم» نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إنه «يرى والده في المشير السيسي».
تعبر الناصرية أو التيار
الناصري عن حركة قومية عربية،
نشأت في ظل حكم جمال عبد الناصر (رئيس مصر من عام 1952م-1970م، واستمرت بعد وفاته واشتقت اسمها من اسمه وتبنت الأفكار التي كان
ينادي بها وهي: الحرية والاشتراكية والوحدة وهي نفس أفكار الأحزاب القومية اليسارية العربية الأخرى
وتعتمد على الفكر القومي الذي ظهر بعد سقوط الدولة
العثمانية.
وارتبطت الناصرية بنشأة الدولة المصرية الحديثة، حيث يعد جمال عبد
الناصر هو ثاني رؤساء مصر، والذي تولى السلطة في سنة 1956، وذلك بعد أن قام بوضع
محمد نجيب (رئيس مصر الأول) تحت الإقامة الجبرية والذي لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة
قليلة بعد إعلان الجمهورية (18 يونيو 1953 -14 نوفمبر 1954).
تولى عبد الناصر رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم
24 يونيو 1956(وفقا لدستور 16 يناير 1956)، وظل عبد الناصر في الرئاسة حتى وفاته
في العام 1970م.
عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه
للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر
الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة
الخمسينيات والستينيات، وتم الاعتراف به كحزب سياسي في مصر " الحزب الديمقراطي
الناصري" في عام 1992.
يتأثر الفكر الناصري بصورة كبيرة
بهيمنة الجيش على مفاصل الدولة، وهو الأمر الذي استمر على مدار حكم عبد الناصر
والسادات ومبارك، إلا أن حكم عبد الناصر يختلف في كونه مزج الفكر العسكري
بالاشتراكية.
وتقوم أفكار الناصرية على عدد من الأفكار والمعتقدات والتي يمكن أن
نخلصها في النقاط التالية:
- الحرية
والاشتراكية والوحدة للقضاء على مشكلات العالم العربي الأربعة: وهي الاستعمار
والتخلف والطبقية والتجزئة بين أقطار العالم العربي.
- حرية الشعب بكامله
-الاشتراكية أساس
التقدم الاقتصادي.. وهي أساس بناء مجتمع الكفاية والعدل، والمجتمع الذي ترفرف عليه
الرفاهية.
- ونادت الناصرية
بتوزيع الثروة الوطنية لتحقيق التغيير الاجتماعي.
- الوحدة هي أساس
القوة العربية.. والعروبة أو القومية العربية هي أساس قيام الوحدة.
والان وفى ظل انحسار المعركة
الانتخابية المصرية بين مرشحين اثنين وهما: عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، ذوي التوجهات الناصرية، نجد أن النظر إلى أفكارهم
وتوجهاتهم الفكرية سيوضح المصير الذي ستؤول اليه السياسة المصرية في حال وصول
أحدهم إلى سدة الحكم.
1- عبد الفتاح السيسي:
قام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي،
بوضع الرئيس السابق محمد مرسى قيد الإقامة الجبرية عقب حكم مرسى لمصر لمدة عام، وذلك
عقب نزول مظاهرات واحتجاجات ضخمة في جميع أنحاء مصر في 30 يونيو 2013، وذلك بعد أن
طلب السيسي تفويض شعبي، (وهو ما يذكرنا ما فعله جمال عبد الناصر مع محمد نجيب، من
وضعه تحت الإقامة الجبرية وتولي عبد الناصر الحكم عن طريق استفتاء شعبي).
ومنذ هذه اللحظة وبدأ أسم السيسي يلمع كمرشح رئاسي محتمل لمصر، حتى
أعلن عن نيته لاتخاذ هذه الخطوة للترشح للرئاسة (وهو الأوفر حظا بصورة كبيرة جدا
للفوز بها)
يتبنى السيسي الفكر الناصري العسكري حيث يؤمن بذات أفكار وتوجهات جمال عبد الناصر، مع اختلاف الأولويات
والمحددات لتغير ظروف الزمان، فإن كان عبد الناصر يعمل جاهدا على تحرير الأراضي
العربية من الاحتلال، فبالطبع سيتخطى السيسي هذه المراحل إلى مراحل أكثر تقدما.
مع أتفاق أطر وتوجهات السيسي مع الفكر الناصري، من ضرورة القضاء
على الطبقية، وإعادة توزيع الدخل بصورة أكثر عدالة، واكتساب ثقة الجماهير وحثهم
على العمل وبذل الجهد، وكسب رضاء وود الجماهير عن طريق الحديث الموجه إلى مشاعرهم.
ويكفي أن تستمع إلى أحد خطابات السيسي، لتدرك مدى التقارب الكبير
بينه وبين عبد الناصر، سواء في التوجهات الفكرية، أو حتى في طريقة كسب مشاعر
الناس، ويكفي أن تحضر مؤتمر جماهيري للسيسي أو مظاهرة مؤيدة له، لترى صور السيسي
وعبد الناصر معا.
2- صباحي:
على الرغم من أن فرص صباحى في الفوز بالرئاسة تكاد تكون معدومة، بل
إن العديد يتهمه بأنه يقوم بدور ( الكومبارس ) في الانتخابات الرئاسية، إلا أن
صباحى لديه تاريخ حافل بالنشاط السياسي، حيث عاصر حمدين صباحي الأحلام الكبرى للمرحلة
الناصرية، إلى أن تلقى مع الشعب المصري والعربي صدمة وفاة جمال عبد الناصر عام
1970، فقرر أن يخلد ذكراه ويحافظ على إنجازاته ويواصل مشروعه فقام بتأسيس رابطة الطلاب
الناصريين. وقد انتخب رئيساً لاتحاد طلاب مدرسة بلطيم الثانوية. التحق بكلية الإعلام
جامعة القاهرة؛ ازداد وعى حمدين صباحي السياسي والوطني وشارك في المظاهرات الطلابية
المطالبة ببدء الحرب ضد الاحتلال الصهيوني لسيناء. وفي أعقاب نصر حرب أكتوبر 73 تأكد
لدى حمدين ورفاقه في الجامعة أن الرئيس محمد أنور السادات بدأ يتجاهل مكتسبات ثورة
23 يوليو التي جناها الشعب المصري، فبدأوا في تأسيس نادى الفكر الناصري في جامعة القاهرة
والذي انتشر في جامعات مصر، وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري المعارض للسادات
وسياساته.
ونرى انه على الرغم من وحدة الأيدلوجية الفكرية التي تجمع بين
المرشحان الرئاسيان صباحي والسيسي إلا أن صباحي ينحاز بشكل كبير إلى الفكر الناصري
في جانبه المدني ( مع الاعتماد على الجيش في العديد من الأحيان )، في حين ينحاز
السيسي إلى الفكر الناصري في جانبه العسكري.
وعلى الرغم من هيمنه توجه فكرى واحد على المشهد السياسي يدل على مد
ضعف القوى السياسية في مصر، يعد ردة في المسار الديمقراطي، حيث يدل على أن مصر تفتقر
إلى أي توجهات فكرية أخرى قادرة على المنافسة في الوقت الراهن.
يبقى التأكيد على أن الانتخابات الرئاسية
المصرية " 2014 "، محسومة النتائج مسبقا لصالح التيار الناصري، فرئيس
مصر القادم أما "عبد الفتاح السيسي" الناصري العسكري أو "حمدين صباحي"
الناصري المدني، فاياٌ ما كانت نتائج الانتخابات سيعاد إحياء الفكر الناصري عقب بعدة
عن الحكم لمدة تقارب 45 عاما.
فهل
سيستطيع إعادة إحياء الفكر الناصري إعادة بناء مصر الحديثة عقب ثورة 25 يناير 2011
كما كان ذات الفكر نواه لبناء لمصر عقب ثورة 23 يوليو 1952؟
وهل من الملائم اليوم القول بأن ما كان
مناسبا منذ ستين عاما يلائم الوقت الحالي؟
وهل استعادة إحياء الفكر الناصري هو الحل
الناجع الأن في ظل المتغيرات المختلفة؟