قضيت فى الكويت 3 أسابيع ، إستمتعت فيها بزيارة العديد من مدن الكويت ، ولعل اول ما يلفت إنتباهك هو الانضباط الشديد الذى تلاحظة فى الطرق ، بداية من انتظام حركة المرور دون وجود عسكري مرور واحد ، وانما يعتمد التنظيم على الاشارات المرورية والتي تنتشر فى جميع الشوارع تقريبا والتي يتم مراقبتها بالكاميرات ، بالاضافة الى الدوريات التي تكلف بملاحقة اي مخالف لقواعد المرور - وهم قله- فالجميع هنا يحترم قواعد المرور بداية من السيارات الفارهة والتي تمتلىء بها شوارع الكويت ، الى الباصات الحكومية والتي تلتزم بمحطاتها الخاصة ، كما تلتزم السيارات باماكن الانتظار الخاصة بها ، هذا الامر انعكس على الأفراد فى الشوارع فلا تجد من يعبر الطريق الا من الاماكن المخصصة لعبور المشاة وحين تشير الاشارة الى امكانية عبور المشاة ،كما يندر ان تسمع اصوات منبهات السيارات ، فاستعماله يعد امر غير لائق ، فى شوارع تتسم بالهدوء .
وقد تم ربط مناطق الكويت المختلفة بمجموعة من الطرق الدائرية السريعة والتي تسهل وصولك الى وجهتك فى اقل وقت ممكن .
كما يلفت انتباهك نظافة الشوارع والتي تهتم بيها شركات النظافة بشكل دائم مما ينعكس على الافراد ، فلا تجد من يخالف هذا النظام بالقاء مخلفاته الا فى الاماكن المخصصة لذلك.
ما يدفعني الى وصف هذا النظام ليس انه نظام لا مثيل له فى العالم ، ولكن ما يميز هذا النظام هو ان غالبية المقيمين فى الكويت من جنسيات دول اخرى ، حيث يبلغ عدد الوافدين فى الكويت 69% بالمقارنة بعدد سكانها ، مما يضعها فى المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد الوافدين ، وتتركز اكثر الجنسيات الوافدة من الهند والبنجلاديش والفلبين ومصر وسوريا ولبنان ، والتي تفتقد تلك الدول لهذا النظام فى شوارعها ، هذا الامر يدفعنا الى التاكيد ان المجتمع المحيط هو الذى يفرض على الافراد التنظيم المناسب فهؤلاء الافراد عندما يعودوا الى مجتمعاتهم قد يتناسوا تلك القيم فى ظل عدم احترام مجتمعاتهم لها.
هذا الامر ذاتة يفسر سبب اخلاص الوافدين فى العمل ، فالعامل فى مجتمعة الاصلى وفى ظل ما يحيط به من مؤثرات مختلفة ، نجد انه لا يخلص فى عملة بل انه يتكاسل عن اداء واجباته المنوط بها ، هذا الامر نجد نقيضة فى البلاد التي يهاجر اليها للعمل فنجد تفانية فى العمل هو الصفة الغالبة ، هذا يؤكد مدى تأثير المجتمعات فى الأفراد ، فالمجتمعات هي التي تفرض على الافراد الطريقة التي ينتظموا بها فى حياتهم .
0 comments:
إرسال تعليق