على الرغم من أجماع الكافة على أهمية الأصلاح فى مجتمعاتنا الأ ان أول العقبات التى تواجة عمليه الاصلاح هى تحديد المسئول عن الأصلاح.
ويلقى العديد من الافراد بحمل هذه المسئولية على الحكومات التى بدورها تبرر فشل سياستها الأصلاحية بعدم أستجابة الأفراد للتطلعات الأصلاحية الحكومية ، ولعل البعض يحمل القيادات تلك المسئولية ، بينما يلقيها البعض الأخر على المثقفين والمفكرين فى المجتمع والذين يقع عليهم مسئولية عظيمة فى شحذ الهمم وتوجيه الشعوب الى الصواب.
وفى مقالات متتالية سأحاول الأجابة عن هذا التسؤال الهام
من المسئول عن الأصلاح؟ ومن يبدأ بالاصلاح؟
مسئولية مشتركة:
الأصلاح مسئولية مشتركة بين جميع الأطراف ولا يمكن لأحد الاطراف التخلى عن مسئوليتة فى العملية الاصلاحية ، فللقيادة دور هام فى قيادة عمليات الأصلاح ولعل فى تجارب الشعوب ما يؤكد ذلك ، فالصين لم تبدأ الأصلاح الا عن طريق قيادة واعية- ماو تسى تونج- عملت على تخليص الصين من الصعوبات التى تعرقل العملية الأصلاحية ، كما هو الحال فى ماليزيا الذى قاد تقدمها مهاتير محمد والذى حقق بسياستة تقدم كبير للمجتمع الماليزى .
وللحكومات دور كبير فى الأصلاح بما تنتهجه من سياسات تهدف الى تحقيق المشاريع الاصلاحية بما يحقق النفع للأمم ودون نقل عبء تكلفة تلك الأصلاحات على الأجيال القادمة من أجل التفاخر بالأنجازات ، أو العمل على بناء صروح عالية لا ترتكن الى أسس وقواعد سليمة .
كما أن للمعارضة دور هام فى العمل على تنقيح وبذل الجهد للوصول الى أفضل الخطط الأصلاحية ، ولن يتأتى ذلك الأ بوجود معارضة تقوم على أساس النقد البناء، و تضع نصب عينها مصلحة الوطن دون تهويل أو تهوين من التصرفات الحكومية .
معارضة تتحمل مسئولياتها فى فترة الأصلاحات بالتروى فى الحكم على تلك الخطط الأصلاحية والتى ستطلب بالتأكيد أتخاذ العديد من الخطوات التى تتضمن نوع من المغامرة التى بدونها لا يمكن الأنخراط فى عمليات الأصلاح والتى تتطلب المثابرة للوصول الى الأهداف طويلة الاجل.
كما كان للعديد من المثقفين دور كبير فى نهضة الأمم بما يقومون به من شحذ للهمم وتعبئة الأفراد وتوجيههم الى الطريق المبتغى .
ولا يمكن أهمال دور الأفراد الذين يعملون مع المثقفين والقيادات والدولة ، فاذا لم يتقبل الأفراد الأفكار التى يطرحها المثقفين أو التى تتخذها الحكومات أو تقررها القيادات ، فلن يكتب لتلك الأفكار الأصلاحية النجاح حتى ولو كانت خطط كفء ، فتلك الخطط وضعت من أجل الأفراد ويجب أن يقتنعوا بها ، وهنا تتضح أهمية الحوار والأقناع ودور المثقفين فى أنارة الطريق أمام الشعوب ، والعمل على تخليص العقول من الأفكار الدخيلة والتى تعمل على هدم المشاريع الأصلاحية.
0 comments:
إرسال تعليق